موضوع البحث وأهميته تعرض المجتمع الباکستاني على مر الأزمنة التاريخية المتعاقبة لأنواع شتى من العنف، فإذا کان العنف من طبيعة تشکل المجتمعات البشرية المختلفة وملازمًا لها، فإنه يقوم على زعزعة الاستقرار وعدم توفر الأمن والأمان وقد يدمر العلاقات الاجتماعية. فإذا کان الاستعمار في شبه القارة الهندوباکستانية قد عبر عن نوايا طيبة في إمکانية تخليص أهل شبه القارة من تخلفهم ليدخلهم في منظومته الحضارية الديمقراطية، ولکن هذه النوايا الطيبة لم تکن سوى نوايا، حيث إن الجيوش الغازية مارست عنفها وجبروتها العسکري ضد الشعب الهندي- والمسلمين على وجه التحديد- وترکوها عرضة لأنظمة استبدادية مارست بدورها عنفًا أکبر على شعبها، هذا إلى جانب تنامي الحروب القبلية والعنصرية الطائفية وغير ذلک مما نعرفه ونعيشه اليوم. أما في العصر الحالي نجد أن هذا العالم الضارب أسواره حولنا لا يقدم لنا کبشر من خيارات سوى إمکانية قبول الموت: الموت المعنوي(الثقافات) أو الجسدي (العنف)، وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على ثقافة القوة، وما يتشظى عنها من حروب ودمار، فاستخدام القوة لأجل الحفاظ على الحياة أو على السلطة، وما يستتبعه هذا السلوک من عنف هو القانون الذي کان وما زال موجودًا بين البشر. وبالتالي انعکس ذلک على الأدب، حيث واظب العنف على حضوره بين السرديات المعاصرة بأشکال شتى. وفي الحقيقة اختياري لموضوع البحث هذا لم يکن مصادفة، وإنما عن قناعة راسخة بأننا نعيش في عالم يمور بالصراعات والاضطرابات الاجتماعية والسياسية من جانب، وانتشار الفقر والجهل والمرض من جانب آخر، وما ينطبق على باکستان ينطبق على عالمنا العربي باعتبارنا دولاً شرقية ومسلمة في آنً واحد، کما أن معالجتي للموضوع ليست تاريخية، ولکنها موضوعية ترتکز على الانتقاء الموضوعي وليست على الدراسة الموسوعية الشاملة. يتناول البحث مجموعة من القصص الأردية المعاصرة والتي ترتبط من حيث الأساس بموضوع العنف، ولکنها في الوقت نفسه تتنوع بتنوع أفکار وأطروحات هذه القصص، وقد عملت على تفريعه في مباحث مختلفة، ارتبط بعضها بالجانب الديني البحت، وبعضها الآخر بالعنف الطبقى، بينما ترکتُ حيزًا آخر للعنف الاجتماعى الذى ما زال بدوره يمارس حضوره کعادات وتقاليد توارثها المجتمع الباکستانى. وتحمل النصوص اطروحات جديدة في مضمونها وتعيد النظر في العديد من القضايا الفکرية والاجتماعية التي تکرست وتغلغلت في المجتمع الباکستاني. وسوف تکون الدراسة في هذا البحث من خلال نماذج مختارة لعدة قصص أردية قصيرة وهي : قصتي " فيصلـﮧ: القرار" ، و " شکست: انکسار" ضمن مجموعة "لکيريـﮟ" لـ سليم أنور ومن خلال قصة " آنسو: الدموع" والتي هي ضمن مجموعة " کهـﮌکى ميـﮟ بيـﮢها وقت" لـ عذرا اصغر وقصة " زنجير: السلسلة" لـ محمد شفيق شيخ
و" مـﮢکا:الصومعة" ،" سالـﮔره: عيد الميلاد" ضمن مجموعة " سالـﮔره" لـمسعود مفتي وقصص" نربان: الخصي" ، " عام سى لـﮌکى: فتاةبسيطة"، و"غيرت کـﮯ نام ﭘر: باسم الشرف" وهذه القصصضمن مجموعة " دل کى بساط" لـ ﮉاکـﮢر شير شاه سيد. وستکون الدراسة في عدة مباحث وهي کالآتى:
مقدمة: ( ظاهرة العنف)
المبحث الأول: ( العنف في الأدب الأردي).
المبحث الثاني: العنف الاجتماعي في القصة الأردية المعاصرة.
المبحث الثالث: العنف ضد الذات في القصة الأردية المعاصرة.
المبحث الرابع: العنف الأســـري في القصة الأردية المعاصرة.
المبحث الخامس: العنف الطبــــقي في القصة الأردية المعاصرة.
المبحث السادس: العنف الديـنـــي في القصة الأردية المعاصرة.
منهج البحث تقع الدراسة في قسمين الأول: نظري ويتناول مفهوم العنف لغة واصطلاحًا، وأهم أنواعه وصوره، والثاني: تطبيقي من خلال عرض نماذج من القصص المختارة للدراسة، وتحليلها والکشف عن محتواها؛ لذا کان من الأنسب أن أتبع المنهج التحليلي الذي يتيح لي عرض مجموعة من النصوص التي تتناول ظاهرة العنف والمصائر الفردية والجماعية في ظل الأوضاع المفجعة التي تعيشها باکستان. وفي الختام آمل أن أکون قد وفقتُ فيما قدمتُ، ساعية إلى تجاوز هذه العقبة والله ولى التوفيق.
رمضان, هند. (2016). ظاهرة العنف في القصة الأردية المعاصرة دراسة تحليلية نقدية. مجلة قطاع الدراسات الإنسانية, 18(18), 513-580. doi: 10.21608/jsh.2016.28220
MLA
هند عبد الحلیم محفوظ رمضان. "ظاهرة العنف في القصة الأردية المعاصرة دراسة تحليلية نقدية", مجلة قطاع الدراسات الإنسانية, 18, 18, 2016, 513-580. doi: 10.21608/jsh.2016.28220
HARVARD
رمضان, هند. (2016). 'ظاهرة العنف في القصة الأردية المعاصرة دراسة تحليلية نقدية', مجلة قطاع الدراسات الإنسانية, 18(18), pp. 513-580. doi: 10.21608/jsh.2016.28220
VANCOUVER
رمضان, هند. ظاهرة العنف في القصة الأردية المعاصرة دراسة تحليلية نقدية. مجلة قطاع الدراسات الإنسانية, 2016; 18(18): 513-580. doi: 10.21608/jsh.2016.28220