العلاقات المصرية الإيرانية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر

المؤلف

قسم اللغة الفارسية - کلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة- جامعة الأزهر

المستخلص

مقدمة :
    تمتد العلاقات المصرية الإيرانية إلى عصور ما قبل الميلاد ، إلا أن انسجامها أو تنافرها کان يخضع فى أغلب الأحيان إلى المتغيرات السياسية على الساحة الداخلية لکليهما ، وإلى المتغيرات السياسية على الصعيدين الإقليمى والعالمى على مر العصور . فحين يتحسن المناخ السياسى حولهما تتحسن العلاقات بينهما وتلتقى المصالح ، وحين تتلبد الأجواء بالغيوم تتکدر العلاقات بين الدولتين وتتنافر القلوب ، وتتضارب المصالح . ومن يتتبع مسيرة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين على مر العصور المختلفة ، يرى بوضوح أن إيران حين تشتد عليها الأزمات على الصعيد الإقليمى أو الدولى وتحتاج إلى معين ، فإنها حين تستدعى ذاکرتها السياسية لتبحث عن من يلبى نداءها فى أزمتها ويشد من أزرها، فلا تجد فى عالمها خيرا من مصر لتقدم لها يد العون ، فتلبى مصر النداء .
   ومن يدقق النظر ويتعمق فى أحداث تلک الحقبة ، يجد أن الظروف السياسية التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط الآن تتقارب فى الشبه إلى حد کبير بالظروف السياسية التى کانت تمر بها منطقة الشرق الأوسط فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر ، سواء على المستوى الإقليمى أو المستوى العالمى ، وکذلک تتقارب تشابها حتى فى مواقف الدول الإسلامية والعربية وأيضا الغربية ، سياسيا وعسکريا واقتصاديا ، إلى حد بعيد . فقد کانت المنطقة آنذاک وعلى رأسها مصر ، تخوض معرکة مصيرية لإثبات الوجود واستقلال القرار ضد الاستعمار الغربى ، وکذلک الآن . وکأن التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف المسميات والأسباب . وأدعو الله أن يثبت أقدام أمتنا وأن يلهم قادتها حسن القرار والمواجهة .
   والحقيقة أن القليل من الدراسات قد تعرضت لتلک الِحقبة بالدراسة فى معرض دراستها لحِقبة طويلة من التاريخ ، رصدت فيها العلاقات المصرية الإيرانية فى تلک الفترة ، وقد استفدت منها کثيرا ، ولکن لم تکن هناک دراسات تخص تلک الحِقبة بالذات بالدراسة والبحث ، وتسلط الضوء على مجريات أحداثها على وجه الخصوص .
   وقد قسمت موضوع بحثى هذا إلى سبعة نقاط مهمة :
فقد تناولت في النقطة الأولى العلاقات المصرية الإيرانية قبل الميلاد .
ثم ألقت النقطة الثانية الضوء على العلاقات المصرية الإيرانية بعد ظهور الإسلام .
ثم تطرقت الثالثة إلى العلاقات المصرية الإيرانية في العصر الصفوى .
ثم يلى ذلک العلاقات المصرية الإيرانية في العصر القاجارى .
ثم مصر وإيران في العصر الپهلوى .
ثم العلاقات المصرية الإيرانية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر . وقد ألقيت فيها الضوء على موقف شاه إيران من ثورة يوليو ـ تقارب العلاقات بين مصر وإيران في فترة حکم د. مصدق ، وتأييد حکومة مصدق لثورة يوليو ـ العلاقات المصرية الإيرانية بعد الإطاحة بحکومة مصدق ـ توجهات الشاه ناحية الدول الغربية على حساب علاقته مع مصر والدول العربية  ـ حلف بغداد وموقف الرئيس جمال عبد الناصر منه ـ ملامح سياسة الشاه الخارجية وتوجهاته نحو إسرائيل وموقفه من مسألة تأميم قناة السويس ـ دور أمريکا وإسرائيل في تطوير جهاز السافاک وتوطد العلاقات بينهم ـ نجاح الرئيس جمال عبد الناصر في التصدي لحلف بغداد وتأثير ذلک على العلاقات بين البلدين ـ أسباب قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وموقف الشاه من ذلک  ـ رد الرئيس جمال عبد الناصر على سياسة الشاه العدائية لمصر ـ اتصال رموز المعارضة الإيرانية بالرئيس جمال عبد الناصر وموافقته المبدئية على تقديم العون لهم  ـ اتصال على شريفان رضوى مندوب حرکة الحرية الإيرانية بالسفير فتحى الديب لتنسيق سبل تقديم مصر الدعم للمعارضة الإيرانية  ـ لقاء السفير فتحى الديب بإبراهيم يزدى عضو حرکة الحرية الإيرانية لتنسيق ترتيبات سفر عدد من أعضاء الحرکة إلى مصر ـ إجراء اتصالات بين الرئيس جمال عبد الناصر والإمام الخمينى ـ تلقى رموز المعارضة الإيرانية التدريبات العسکرية والقتالية في مصر ـ انتقال أعضاء حرکة الحرية إلى لبنان لاستکمال تدريباتهم خوفا من انکشاف أمرهم ـ اعتراف الخمينى بدعم الرئيس جمال عبد الناصر للثورة الإيرانية بعد نجاح الثورة .       
وفى النهاية ألقيت الضوء على نظرة الإيرانيين إلى الرئيس جمال عبد الناصر.   
 ولعلى أکون قد وفقت فى تقديم معلومات جديدة وهامة وصادقة عن تلک الحقبة القصيرة وأخيرا فإنى أقدم بحثى هذا وأدعو الله العلى القدير أن يکون مفيدا للدارسين والله ولى التوفيق وهو نعم المولى ونعم النصير .
                            الباحثة / د. فتحية حلمى أمين أحمد الدالى
                                 مدرس بقسم اللغة الفارسية وآدابها
                                       کلية الدراسات الإنسانية  
                                             جامعة الأزهر