فعالية برنامج تدريبي لتنمية مهارات معلمات التربية الفکرية في التعامل مع اضطرابات التواصل لدى تلميذاتهن

المؤلف

قسم علم النفس -کلية الدراسات الإنسانية بتفهنا الأشراف - جامعة الأزهر

المستخلص

مقدمة:
يعتبر معلم التربية الخاصة جوهر العملية التربوية والتعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد اتفق العديد من الباحثين على أن الإعداد والتدريب الجيد هو السبيل لإکساب المعلم المهارات اللازمة للقيام بمهام ومسؤوليات تحقيق الأهداف التربوية المنشودة،والتي تتبلور في تحقيق النمو الشامل المتکامل لذوي الاحتياجات الخاصة .
وترى الباحثة أن معلمات التربية الفکرية هن المختصات بأمر التلميذات المعاقات عقلياً، وبناء عليه  فإن قدرتهن على اکتساب التدريبات،التي تساهم في تعديل بعض اضطرابات التواصل لدى تلميذاتهن،تحتاج إلى إعدادهن إعداداً يمتلکن من خلاله معرفتهن باضطرابات التواصل،ومهارات التقييم والتشخيص لتلک الاضطرابات،ومهارات التدريب للتخفيف من هذه الاضطرابات، بالإضافة إلى المهارات المتعلقة بفنيات وطرق علاجها،بما يؤثر على طريقة تعاملهن وتفاعلهن مع التلميذات المعاقات عقلياً،المضطربات تواصلياً داخل الصف الدراسي .
فإعداد معلمة التربية الفکرية وتدريبها للتعامل مع اضطرابات التواصل لدى التلميذات المعاقات عقلياً القابلات للتعلم هدفاً مهماً لتطوير الأداء التعليمي  لتلک الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق أهداف التربية الخاصة .
وتذکر(Geetha, et al, 2012,69)أن تفهم المعلم لاضطرابات التواصل،ومعرفته بها، ينعکس إيجابياً في إحداث تغيير في شخصية التلميذ،ومساعدته في تذليل الصعوبات التي يواجهها،بسبب ما يعانيه من اضطرابات التواصل.
وتشير( فوقية راضي، 2013،308-310) إلى أن برامج التدريب أثناء الخدمة،أحد أهم الوسائل التي يمکن اللجوء إليها،لتنمية وتطوير مهارات المعلم ورفع کفاءته ومساعدته على اکتساب مهارات ومعلومات جديدة،وذلک بهدف تحسين أدائه،فهي لا تزال عنصراً مهماً في إعداد المعلمين بشکل عام ومعلمي الأطفال المعاقين بشکل خاص، ولقد أدرک العديد من دول العالم أهمية الدور الذي تلعبه برامج التدريب أثناء الخدمة،في تحسين الخدمات التربوية المقدمة للأطفال المعاقين، فجعلته عنصراً أساسياً في إعداد وتدريب المعلمين في ميدان التربية الخاصة،ولذلک تزايد الاهتمام ببرامج التدريب أثناء الخدمة لمعلمي التربية الخاصة مؤخراً، وذلک نتيجة لعوامل مختلفة منها: تعدد الإعاقات التي أصبح المعلمون يجدون أنفسهم مرغمين على التعامل معها،وتنوع الأدوار والوظائف التي بات على المعلمين القيام بها، والتغيرات المستمرة التي تطرأ على مجال التربية الخاصة.
ونظراً لما تواجهه معلمة التربية الفکرية من معوقات عديدة،في التعامل مع اضطرابات التواصل لدى المعاقين عقلياً،تحد من مستوى الخدمات التربوية والتعليمية التي تقدمها للتلميذات المعاقات عقلياً، فإنها في حاجة إلى أن تتمتع بکفايات ومهارات في مجال اضطرابات التواصل، ومن هذه الکفايات والمهارات الإعداد النظري في هذا المجال،والإعداد التدريبي في تقييم وتشخيص تلک الاضطرابات وعلاجها لدى هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
حيث تؤکد (Lynn,etal,2004) إلى أهمية وضرورة احتياج معلمي التربية الخاصة إلى برامج تدريبية للتعامل بفاعلية مع اضطرابات اللغة والتواصل، حيث يتم إکساب معلمي التربية الخاصة مهارات القدرة على تقييم اضطرابات اللغة والنطق والصوت والطلاقة الکلامية لدى الطلاب المعاقين، باستخدام المقاييس الرسمية لقياس اللغة والتواصل، ومن خلال المقابلات والملاحظات کأساليب للقياس والتقويم غير الرسمي، وتدريبهم على تشخيص الأطفال المضطربين لغوياً وتواصلياً، بالإضافة إلى تدريبهم على إعداد وبناء وتنفيذ البرامج التعليمية والتربوية الفردية لذوي الإعاقة بشکل،عام وذلک لتلبية احتياجاتهم، ولتحقيق أقصى قدر من التقدم الأکاديمي والاجتماعي لهم.
کما أکدت دراسة (Irina &Nordira,2016) على أهمية حضور المعلمين الدورات التدريبية والإرشادية في مجال اضطرابات النطق والکلام، بهدف إکسابهم المهارات اللازمة، لاستخدام التقنيات المختلفة المساعدة في علاج اضطرابات النطق والکلام، لتحسين التواصل بينهم وبين تلاميذهم بالمدارس.
وترى الباحثة أنه نظراً للتوسع الهائل في افتتاح البرامج الملحقة في المدارس العادية في کافة مدن ومحافظات المملکة العربية السعودية، وأهمية البرامج التدريبية للمعلمين على رأس العمل، جاء هذا البحث في محاولة لتحديد أهم المهارات اللازم توافرها لدي معلمات التربية الفکرية في مجال اضطرابات التواصل، وذلک للتعامل مع تلک الاضطرابات خاصة التي تتسم بها تلميذاتهن المعاقات عقلياً (القابلات للتعلم).