أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة على سلوکيات وقيم الشباب الجامعى الريفى

المؤلفون

1 قسم الاجتماع- کلية الدراسات الإنسانية بالقاهرة - جامعة الأزهر

2 کلية الاقتصاد المنزلي للبنات - جامعة الأزهر

المستخلص

مقدمــة :
يتأثر السلوک الانسانى بالوسائل التکنولوجية المختلفة ، ولقد أثرت التقنيات الحديثة بشکل کبير على حياة الإنسان وسلوکه وطريقة اتصاله بالآخرين ، کما أنها أسهمت بشکل مباشر فى التأثير على الفرد والأسرة والمجتمع بحکم کونها مظهر من مظاهر التغير المادى، الذى يؤثر على عملية التفاعل الفردى والجماعى داخل الأسرة وداخل المحيط الاجتماعى للمجتمع الأکبر .
ومن أهم التقنيات الحديثة شبکة المعلومات الدولية (الانترنت) التى تزايد تطبيقاتها فى مجال الاعلام والاتصال مما ساهم فى ظهور نوع جديد من الاعلام ، وهو الاعلام الالکترونى ، الذى يعتبر ظاهرة اعلامية جديدة تتميز بسرعة الانتشار والوصول الى اکبر عدد من الجمهور وبأقصر وقت ممکن واقل تکلفة.
وقد أشارت دراسة (القشعان : 2012، صـ3) أن ثلث العينة ممن يستخدمون الانترنت يقومون بإعطاء معلومات خاطئة عن أنفسهم عندما يتحدثون مع الآخرين عبر الشبکة ، وأن الإستخدام المتزايد للانترنت يؤدى الى انخفاض الاتصال والمشارکة مع افرد الأسرة داخل المنزل وزيادة معدل الاکتئاب والعزلة الاجتماعية
کما أن تعرض الشباب لوسائل الاعلام بشکل متزايد له تأثير کبير على القيم الاجتماعية من خلال اکتساب أو تدعيم أو تغيير القيم الاجتماعية.
وتعتبر القيم الاجتماعية أحدى المحددات الرئيسية للشخصية ، من خلال التأثير على السلوک کما أنها تتصل بالعديد من جوانب السلوک الأخرى کالاتجاهات والمواقف، بالإضافة إلى أن القيم من أهم المؤثرات على دوافع الأفراد .
وتقوم القيم الاجتماعية بالعديد من الوظائف للفرد حيث تزوده بالهدف لجميع ما يقوم به من أفعال أو أعمال، وهذا ما جعل القيم تحتل قدر کبير من الأهمية للمجتمع والأفراد وخاصة الشباب اللذين ما زالوا فى مرحلة يتم فيها تشکيل القيم (صالح، 2009: 285)
وقد شهد المجتمع المصرى خلال الفترة الأخيرة تحولات جذرية فى کافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، مما أنعکس على منظومة القيم الاجتماعية لدى أفراد المجتمع وخاصة الشباب اللذين يمثلون قطاع عريض داخل هذا المجتمع، فالتطورات التکنولوجية فى وسائل الاعلام، أدت إلى تلاشى حواجز الزمان والمکان بين الأفراد والشعوب والثقافات فى مختلف الدول عمل على ايجاد قيم غربية على المجتمع، وکان لها تأثيرها على منظومة القيم الاجتماعية داخل المجتمع، فيجد الشباب نفسه أمام نوعين من القيم، قيم تقليدية موروثة من الثقافة السائدة وقيم جديدة من خلال التطور الاقتصادى والسياسى والتکنولوجى وهو ما يؤدى إلى حدوث صراع قيمى لدى هؤلاء الشباب الذى أصبح سمة من سمات العصر الذى نعيشه الآن (نجلاء راتب، 2006 : ص205) .