بعض المتغيرات النفسية المرتبطة بظاهرة الهدر التربوي لدى طلاب المرحلة الإعدادية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم علم نفس - کلية الدراسات الإنسانية تفهنا الأشراف - جامعة الأزهر

المستخلص

أن التعليم هو أساس تقدم الأمم ومعيار تفوقها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وعن طريق التعليم يکتسب الفرد المعرفة وتقنيات العصر والقيم والاتجاهات التي تحيط بشخصه من جميع الجوانب وتجعله قادرا على التکيف والتفاعل الايجابي مع البيئة والمجتمع .
وعلى الرغم من ذلک فإنه توجد مشکلة کبيرة تعترض العملية التعليمية  وهي الهدر التربوي، فهي ظاهرة عالمية تعانيها بلدان کثيرة حول العالم، بنسب متفاوتة, وخاصة في البيئات الريفية والشعبية ولدى الأسر التي تعمل في الزراعة وتحتاج إلى أيد عاملة کثيرة،الأمر الذي يشکل خللا في العملية التعليمية . فهناک إحصائية للهدر التعليمي في إحدى الدول العربية تقول، إنه يستحوذ على أکثر من 20% من إجمالي ما ينفق سنوياً على التعليم،وذلک نتيجة عجز النظام التعليمي على الاحتفاظ بالملتحقين به ،بسبب التسرب أو تکرار الرسوب مما يعوق تحقيق الأهداف ويؤتي بظلاله السلبية على الفرد والمجتمع ، فالهدر التعليمي قوة مدمرة لکفاءة نظام التربية والتعليم.
وقد توصلت دراسة دانيال (Danial,2010) ودراسة ميشيل وآخرون((Michel ,et al ;2008 و دراسة وينر وآخرون(Winner , et al ;2005) إلى إرتفاع معدلات الرسوب والتسرب الدراسي بين الطلاب الذين يعانون من مظاهر سوء التوافق النفسي والاجتماعي لتصل نسبة تسربهم إلى 65 % .
 
کما توصلت دراسة بارکر( Parker ,1999 ) وبارکر (Parker,2003 ) إلى أن وجهة الضبط أو مرکز التحکم من المتغيرات النفسية التي برز دورها في عملية استمرار الطالب أو تسربه من العملية التعليمية ،فقد وجدت ارتباط سالب بين وجهة الضبط أو مرکز التحکم والرسوب الدراسي 
يعتبر الهدر التربوي مشکلة تؤرق المجتمعات العربية بشکل عام. فهي تحمل کل مقومات الفشل سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع. و هي من العوامل القادرة على شل حرکة المجتمع الطبيعية و تقهقره عائدة به إلى عتمة الجهل و التخلف و الانعزالية بعيدا عن نور التطور و مواکبة لغة العصر في التقدم و الانفتاح. فالهدر يشکل معضلة تربوية  کبرى، لأنه يحول دون تطور أداء المنظومة التربوية، خصوصا في العالم القروي، ويحدث نزيفا کبيرا في الموارد المادية والبشرية، ويؤثر سلبا على مردوداتها الداخلية.

الكلمات الرئيسية