التربية البيئية في المناهج المدرسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 کلية العلوم الاجتماعية -الجزائر

2 کلية العلوم الاجتماعية - الجزائر

المستخلص

أن  الإشکاليات البيئية  التي أفرزتها  ثورة التصنيع و الاستخدام المفرط لعناصر البيئة " التلوث بمختلف أنواعه ، مشکلة الماء ، مشکلة الغذاء، مشکلة الطاقة ،...." في مطلع القرن الحادي والعشرين ولدت اهتماما صارخا بالبيئة ومکوناتها ،وکيفية الحفاظ عليها وتأمينها من خلال الوعي البيئي بالمشکلات البيئية ،وعليه عرف ما يعرف بالتربية البيئية التي جسد لنا فيها الخليفة الصديق أبو بکر أول درس في التربية البيئية في زمن لم تکن فيه البيئة تشکو من تدخل الإنسان في أنظمتها .من خلال وصيته  لأسامة بن زيد حين وجهته إلى الشام ".... ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا للأکل ...."، ولا يقتصر المفهوم البيئي على الجانب البيولوجي والفيزيائي ،إنما اتسع ليشمل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتکنولوجية  من خلال الأخذ بعين الاعتبار کافة العوامل المسببة للمشکلات البيئية .
ونظرا لتداعيات الإشکاليات البيئية اتخذت مناهج التعليم في مختلف الدول منحى بيئيا ،وأضحت التربية البيئية من أهم محاوره  مرکزة على الوضع البيئي ،وذلک وفقا لما تضمنته أعمال العديد من المؤتمرات الدولية والعربية وکذا الندوات الإقليمية المنعقدة ما بين عامي 1976/1977 ،بداية من مؤتمر ستوکهولم 1972 الذي خلص إلى ضرورة وضع برامج بيئية في مراحل التعليم المختلفة ، قصد تنظيم علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية والاجتماعية والنفسية من خلال إکساب الفرد المتعلم خبرة تعليمية واتجاهات وقيم خاصة بمشکلات بيئية تضبط سلوک الفرد إزاء الموارد البيئية ، ويترجم هذا الهدف من خلال أنشطة تعليمية صفية ولا صفية ،وکذا ندوات ونشرات .
إلا أنه عادة ما تعرض المفاهيم البيئية في ثنايا المناهج التربوية من خلال طرح القضايا البيئية "المدخل البيئي للعلوم " وهذا المعمول به في اغلب المنظومات التربوية التي تعالج قضايا البيئية من خلال مقرر الأحياء والفيزياء والعلوم الاجتماعية والتربية الإسلامية واللغات وحتى الموسيقى والتربية الفنية .إلى جانب الاتجاه الحالي الذي نشأ کضرورة حتمية لتعاظم الإشکاليات البيئية وهو الاتجاه المستقل أي تدريس المفاهيم البيئية في شکل مقرر مستقل ،وهذا ما اتجهت إليه المنظومة التربوية  في الجزائر حديثا "منهاج التربية البيئية "،إلا انه هناک قصور على مستوى التطبيق وتحقيق الأهداف المرجوة ، إذ أن المنظور المفهومي لهذه المناهج لا يؤدي إلى تحقيق البعد البيئي ، مع غياب الممارسة العملية للأنشطة التربوية البيئية ،واقتصارها على البعد البيولوجي الفيزيائي "الظواهر الطبيعية "وغياب البعد الاجتماعي الاقتصادي والثقافي .
والجزائر کغيرها من الدول أولت اهتمام بالتربية البيئية من خلال تشريعاتها التربوية وبالتنسيق مع وزارة تهيئة الإقليم ،حيث تضمنت المناهج التربوية إدراج مفاهيم وقضايا بيئية ،مدعمة بأنشطة مدرسية لا صفية مع تخصيص الحقيبة البيئية للتلاميذ وبرامج إنشاء النادي الأخضر الموجه لجميع الفئات المتواجدين داخل المدرسة 

الكلمات الرئيسية