إشکالية التدين في الوطن العربي من منظور علم الاجتماع الإسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الجزائر

المستخلص

يعتبر الدين أحد أهم مکونات المجتمعات العربية منذ أن منّ الله عليها بالإسلام وجعلها خير أمة أخرجت للناس. لکننا إذا ألقينا نظرة إلى واقعها المعيش، نجدها تعيش واقعين متناقضين: أحدهما يعکس مدى تمسک المسلمين بدينهم والتعلّق به الذي لا شک فيه ولا شبهة، ولا أدلّ على ذلک من  التنافس الشديد على بناء المساجد التي تفيض بجموع المصلين، والإقبال المتزايد على أداء مناسک الحج والعمرة، والانتشار الواسع للحجاب، وغير ذلک من مظاهر الالتزام والتدين في أوساط الشباب. و في الوقت نفسه، نرى تقاعسا في الالتزام ببعض التعاليم الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالسلوکيات والممارسات في الحياة اليومية، وذلک في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، کانتشار الرشوة والمحسوبية وتزوير الوثائق والتصريح الکاذب في الوثائق الرسمية في المعاملات الإدارية. وحرمان البنت من الميراث، والمفاضلة بين البنين والبنات في المعاملات الأسرية. وإنهاک البلاد بالتهرب الضريبي وتهريب العملة والمواد التموينية والوقود عبر الحدود، واحتکار السلع وعمليات القرصنة للماء والکهرباء وعبر شبکة الإنترنيت في المعاملات الاقتصادية. وعدم الاکتراث بنظافة الشوارع والتدخين في القاعات العامةوالمحافظة على المحيط في معاملاتنا مع البيئة. وإرهاب الطرقات، والبذاءة وفحش الکلام وغيرها من الظواهر السلبية، حتى غدت - کما يقول الشيخ محمد الغزالي- ((الصورة التي تقدّم -عالميا- لدار الإسلام أنها الدار التي  ينتهب فيها المال العام، ويسودها حکم الفرد، وتهان فيها کرامة المرأة، بل تضيع حقوقها. وأن شوارعها ملأى بالقمامة، ومدنها وقراها مظهر التخلّف المادي والأدبي، وأن الفوضى والتقطع هما الرباط الذي يسود الجماهير. وأن المصلحين الدينيين لا جؤار لهم إلا بحرب التصوير والغناء والسفور والتلفاز)).

وهنا يقع الإشکال والمفارقة، حيث يستوجب إعادة النظر في حقيقة التدين، والبحث عن مکمن الخلل في مجتمع يقول إنه متدين ومحافظ



 

الكلمات الرئيسية