تعتبر صناعة الدواء صناعة إستراتيجية کبري ، ولا تستغني عنها أي دولة ، نظراً لأنها تؤثرعلى التنمية والإنتاج ، وتعمل على إزدهار الاقتصاد، فضلا عن مساهمتها فى زيادة معدلات النمو . وتتميز صناعة الدواء بعدد من الخصائص الأساسية وهى : خضوع الصناعة لما يسمي "اقتصاديات الحجم " ، وإرتفاع درجة الترکز الصناعي، والسلوک الإحتکاري للشرکات العاملة فى الصناعات الدوائية ، کما تتميز بعلاقات تشابک وترابط مع العديد من الصناعات المغذية الأخري، کما تتميز صناعة الدواء بقيمة مضافة عالية ، وتعد من الصناعات التحويلية التى تعتمد على تغيير شکل المادة من صورتها الطبيعية إلى صورة أخري. وبداية من عام 1952 أولت مصر اهتماماً بأولوية تحقيق إکتفاء ذاتي من الدواء ، حيث وصل إلى أکثر من 90% ( 2012 / 2013 ) ، ويتم تغطية النسبة الباقية عن طريق الإستيراد ، هذا بالاضافة إلى تصدير الدواء المصري إلى العديد من الدول خاصة العربية والأفريقية ، فقد وصلت قيمة الصادرات نحو ( 256 مليون دولار عام 2013 ، ويعمل فى هذه الصناعة حوالي 48 ألف عامل ) عام 2012/2013 ، وتمثل قيمة صادرات صناعة الأدوية ( 1654 مليون جنيه ) عام 2011/2012م نحو 0.9% من إجمالى الصادرات المصرية البالغة (186769 ) مليون جنيه فى العام نفسة . ونظراً لأن الصناعات الدوائية من الصناعات المصرية الهامة وتمثل جزءاً کبيراً من الاقتصاد القومي ، کما تعتبر أحد وسائل التنمية ، حيث أنها من الصناعات المربحة ، ومصدراً لجذب الإستثمارات المحلية والأجنبية وإحدي مکونات الصادارت المصرية التي يحتاجها السوق العربي والأفريقى ، کما أن هناک خطراً قادماً مع التطبيق الکامل لإتفاقية الجات 1994(*) ، لأن کل دولة تتنتج دواء أو خامة دوائية سوف تحتفظ لنفسها بحق ملکية هذا الدواء لمدة 20 سنة لا يمکن أن يباع عن طريق آخر ، الأمر الذي سيؤدي إلى إرتفاع أسعار الخامات المشتراه وبالتالي تکلفة الإنتاج ، وسينعکس ذلک على إرتفاع أسعار الدواء ، ولذلک فإن هذا البحث يأتي فى محاولة لإلقاء الضوء علي :- - التطور الذي حدث فى صناعة الدواء ودوره فى خدمة الإقتصاد القومي . - تحليل واقع صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية فى السوق المصرية من حيث تطور الإنتاج والإستهلاک . - هيکل السوق والتجارة الخارجية وإمکانية نفاذها إلى العديد من الأسواق خاصة العربية والافريقية ومدي منافستها مع نفس المنتجات التي تصدر من الدول الأخري . - المعوقات والمشکلات والتحديات التى تعرقل عملية صناعة وتصدير الصناعات الدوائية المصرية ، ووضع المقترحات المطلوبة لمواجهتها . وقد اتبع فى هذه الدراسة المنهج الموضوعي فى إطار إقليمي ، مع الإستعانة ببعض الأساليب الاحصائية والکمية والکارتوجرافية ، وکان للدراسة الميدانية دور مهم فى تحري الأوضاع والحصول على المادة العلمية التي تفيد البحث ، استخدم لذلک إستمارة إستبيان وزعت على مديري شرکات صناعة الأدوية الذين يمثلون المستويات الإدارية العليا فى الشرکات ، ووحدة التحليل کمصدر لجمع البيانات والمعلومات يبينها ملحق(1) . وتم إختيار شرکات صناعة الأدوية بإستخدام العينة العشوائية الطبقية وقد وقع الاختيار علي 5 شرکات من بين حوالي 50 شرکة رئيسية بنسبة 10% من إجمالي مجتمع الدراسة ، بالاضافة إلى المقابلات الشخصية المتکررة مع مندوبي الأدوية وبعض المسئولين فى شرکات صناعة الدواء والمستحضرات الطبية ، وغرفة صناعة الأدوية ، ونقابة الصيادلة عن طريق الندوات والمؤتمرات والسفر المتکررالذي يجمعنا أحيانا ، وأيضاً الملاحظة المنظمة والمخططة وخاصة فيما يتعلق بالمشکلات والمعوقات التى تواجه صناعة وتصدير الأدوية المصرية خلال عامي 2013 ويناير 2014 .